مساجد ومعالم تاريخية تضررت جراء الزلزال المدمر في المغرب

9
الزلزال
تضرر مباني تاريخية جراء الزلزال المدمر في المغرب

تسبب الزالزال المدمر في المغرب إلى تضرر معالم ومبان تاريخية، تعود لمئات السنين، وبعضها مدرج ضمن التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم.

ومن بين المعالم المتضررة مسجد “الفنا” وسط المدينة القديمة في مراكش الذي سقطت مئذنته في ساحته الشهيرة، إضافة إلى تحول منازل في المدينة القديمة إلى أكوام من الأنقاض.

فيما أعربت مديرة بعثة اليونسكو عن دعم المنظمة لجهود السلطات المغربية لجبر الأضرار.

ووثقت صور متداولة تضرر “المسجد الأعظم” بقرية تنمل (الواقعة جنوب مراكش بنحو 100 كيلومتر) والذي يحظى بقيمة تاريخية، حيث يعود لبداية دولة الموحدين في المغرب، وبني منتصف القرن الثاني عشر الميلادي (سنة 548 هجرية تقريبا) في عهد الخليفة الموحدي الثاني عبد المؤمن بن علي، الذي حكم المغرب والأندلس، وكانت عملية ترميمه جارية.

وعام 1995، سجل المغرب المسجد الأعظم في لائحة التراث العالمي، لدى منظمة اليونسكو.

وأمس السبت، أعلنت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة “الإيسيسكو”، تضامنها الكامل مع المملكة واستعدادها التام للتعاون مع الجهات المغربية المختصة في مواجهة الأضرار الناجمة عن الزلزال.

وقالت المنظمة في بيان “مستعدون لتقديم كل ما يتطلبه الموقف من مساندة ودعم في مجالات اختصاصنا، وفي مقدمتها ما يتعلق بترميم وصيانة الآثار التي تضررت ببعض المدن التاريخية”.

سور مراكش التاريخي

كما أظهرت المقاطع التي بثها النشطاء، تضرر أجزاء من سور مراكش التاريخي، حيث سقطت أجزاء منه نتيجة الزلزال.

ووثقت الفيديوهات سقوط أجزاء من صومعة مسجد خربوش بساحة جامع الفنا، كما أظهرت المشاهد تضرر مساحات كبيرة من مدينة مراكش، التي يعتمد اقتصادها بشكل أساسي على النشاط السياحي والصناعة التقليدية، وبها العديد من المباني القديمة التي يقصدها الزوار، ومدرجة على قائمة التراث العالمي الخاصة باليونسكو.

من جانبه، يتوقع الخبير الاقتصادي بدر زاهر الأزرق أن يكون لزلزال الحوز أثر كبير على البنية التحتية السياحية في مراكش، ورغم أنها لم تكن في بؤرة الزلزال فقد انهارت بعض الأسوار والمساجد والصوامع في المناطق الأثرية.

ورجح الأزرق -في حديث للجزيرة نت- أن المناطق المهدمة داخل مراكش ستعود لسابق عهدها في أقرب الآجال خاصة أن المدينة تشهد أعمال إصلاح كبيرة منذ أسابيع من أجل استقبال اجتماعات مجلس البنك الدولي وصندوق النقد الدولي المقررة في الفترة من 9 إلى 15 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، مشيرا إلى أن هذه الأشغال ستمتد لتشمل ما دمره الزلزال.

وغير بعيد عن مراكش، وردت أنباء عن تضرر مواقع تاريخية في إقليم ورزازات ومدينة أغادير وإقليم أزيلال.

دعم الترميم

وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، على الفور عزمها تقديم الدعم للسلطات المغربية، في ترميم وإعادة إعمار تلك الآثار المتهدمة.

وأفادت، في تغريدة لها أمس، بأن بعثة من المنظمة قد توجهت إلى مراكش، للمساعدة في تحديد الأضرار، وبدء العمل على إصلاحها وترميمها.

وعبر المنصات، عبر المغردون عن حزنهم، لدمار جزء مهم من تاريخ تلك المنطقة، والذي عاش لمئات السنين، شاهدًا على تاريخ المدينة العريق، منذ بناها المرابطون.

وعلق المختص بالتاريخ، مكي دهبي في منشور له على فيسبوك “مراكش وعموم منطقة الحوز هي عمق المغرب وتاريخه الكبير، مراكش التي بناها يوسف بن تاشفين أمير دولة المرابطين، وحتى ليلة البارحة كان مسجد تينمل لا يزال شاهدا على عظمة الإمبراطورية الموحدية. وفي الجنوب الغربي كان سور تارودانت يختزن أمجاد المغرب ويحكي صولات سلاطين المغرب الذين قضوا فترات حكمهم على صهوات الجياد”.

وأضاف “في هذه الربوع المنكوبة اليوم تشتم عبق التاريخ وتتحسس عمق المغرب الثقافي والعلمي والديني، وفي غفلة من الجميع وفي ثوان قليلة اهتزت الأرض ليدفن الزلزال مئات البشر ويَدفن معها جزءًا ثمينًا من تاريخ الأمجاد، وجزءا غير يسير من الذاكرة المعمارية المغربية الأصيلة”.

وعلق الإعلامي الموريتاني محمد حيدرة في تغريدة له “المدن المتضررة، هي عمق المغرب وتاريخه الكبير، مراكش التي بناها المرابطون، وفيها يرقد الأمير المسلم يوسف بن تاشفين، وبجوارها تينمل حيث انطلقت دعوة ابن تومرت، وتارودانت أقدم وأعرق مدن المغرب، وسورها ثالث أعظم سور أثري في العالم، فما دفنه الزلزال ليس أجسادًا بشرية فقط، وإنما تاريخ من الأمجاد، ومدن من الحضارة، وشعب صبور كريم عظيم”.

وخلّف الزلزال الذي ضرب أجزاء من المغرب دمارا واسعا في بلدات وقرى بالمملكة، وظهرت مشاهد الركام والتشققات في المنازل والشوارع حيث تبحث فرق الإنقاذ عن ناجين محتملين.

ورغم الأضرار بالمواقع الأثرية فإن الخسائر في الأرواح لا تزال الشغل الشاغل للسكان في المناطق المتضررة، وبعد لملمة جروح البشر سيحين أوان تفقد الحجر.

مشاركة