اختتم سلطان عُمان هيثم بن طارق، زيارته إلى العاصمة الإيرانية طهران والتي استمرت يومين، جرى التباحث في قضايا إقليمة ودولية والتوقيع على اتفاقيات تعاون في مجالات الطاقة والاقتصاد
وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن الرئيس الإيراني وسلطان عمان أكدا خلال اجتماعهما الثنائي أهمية وجود علاقات إقليمية قوية، وتعزيز العلاقات بين الدول الإسلامية.
وأضاف عبد اللهيان -في تصريح صحفي- أن بلاده تؤكد أن مسقط لديها مكانة ممتازة في السياسة الخارجية الإيرانية.
تعاون ثنائي
بدوره، قال وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي إن سلطان عمان أكد خلال لقائه الرئيس الإيراني أهمية توجه إيران لتعزيز العلاقات مع الدول المجاورة لما فيه مصلحة وخير المنطقة، وفق تعبيره.
وأضاف البوسعيدي -في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني- أن الخارجية العمانية ستستمر في تعاونها ومشاوراتها مع طهران لإيجاد حلول سلمية للملفات الإقليمية.
وصرح وزير الخارجية العماني بأن سلطنة عمان وإيران ستتعاونان من أجل تفعيل الاتفاقيات الثنائية المبرمة بين الجانبين، مضيفا أن الهدف الرئيسي هو تطوير التعاون في مجالات متنوعة تشمل النفط والغاز والطاقة المتجددة والزراعة والصناعة والملاحة البحرية.
كما قال إن الهدف الرئيسي يشمل أيضا تأسيس علاقات مباشرة بين الموانئ العمانية والإيرانية.
في السياق ذاته، ذكر بيان لوزارة الخارجية العمانية أن سلطنة عمان وإيران تدرسان التعاون في مجالي الطاقة والمعادن.
وقال البيان إن وزير الطاقة والمعادن العماني سالم بن ناصر العوفي اجتمع مع وزير النفط الإيراني جواد أوجي وناقشا مشروعات تطوير حقل هنغام-بخا وتصدير الغاز إلى عُمان.
الرغبة بتحسين العلاقة مع مصر
ونقلت إيران إلى سلطان هيثم رغبتها في استئناف العلاقات مع مصر، قال المكتب الإعلامي للمرشد الإيراني علي خامنئي إن سلطان عُمان هيثم بن طارق نقل لطهران رغبة مصر في استئناف العلاقات.
تؤدي عُمان العديد من الأدوار من أجل تهدئة الصراعات وتخفيف الاحتقان بالمنطقة بما في ذلك عملها الدؤوب على تقريب وجهات النظر بين السعودية وإيران، وعملها على التوصل لاتفاق يوقف حرب.
ومثل الاتفاق السعودي الإيراني الذي أعلن في مارس الماضي برعاية صينية نقطة تحول في علاقات بعض دول المنطقة مع طهران، حيث بدأ الحديث عن تذويب الخلافات وبدء مرحلة جديدة من التعاون.
والعام الماضي، قالت الحكومة العراقية إن بغداد استضافت مباحثات غير معلنة بين مصر وإيران على غرار التي استضافتها بين الرياض وطهران أيضاً، غير أنها لم تصل إلى حل للخلافات.
ومؤخراً، سمحت مصر بدخول السياح الإيرانيين إلى أراضيها وفق ضوابط مشددة، وبعد نحو عشر سنوات من المنع.
ويعود الخلاف المصري الإيراني إلى ثمانينيات القرن الماضي، وقد جرت العديد من محاولات إصلاحه غير أن البلدين لم يصلا لمرحلة تبادل السفراء حتى الآن، وما تزال العلاقات بينهما تراوح بين الرغبة في حل الخلاف أو السكوت عنه.
وكان التقارب الأكبر بين البلدين بين العام 2012 حيث زارة الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد القاهرة رسمياً في أبريل 2013 لحضور القمة الإسلامية، فيما زار الرئيس الراحل محمد مرسي طهران في أغسطس 2012 لحضور قمة عدم الانحياز.
وقبل أيام نقلت صحيفة “ذا ناشيونال” الإماراتية، عن دبلوماسي عراقي تأكيده أن جولتين من المحادثات المنخفضة المستوى بين مسؤولين مصريين وإيرانيين عُقدت في بغداد في مارس وأبريل من هذا العام.